محطات هامة في حياة سناء جميل بذكرى وفاتها بين قسوة الأهل ومرض نهاية العمر

"أخويا أول ما عرف أني بمثل ضربني بالقلم وطردني بره البيت، وأول مرة ساعتها كنت اتضرب بالقلم"، قالتها الفنانة المصرية سناء جميل بعد لحظات من الصمت في أحد برامج المذيع مفيد فوزي، عن علاقتها بعائلتها، ومدى رفضهم لتمثيلها، كونه مرفوض تمامًا بمجتمعها بالصعيد، إلا أنها كانت أزمة واحدة فقط من سلسلة أزمات شديدة القسوة مرت بها الفنانة الرقيقة منذ بداية حياتها حتى آخر أيامها في الحياة.

وبدأت القصة بمجرد علم أسرتها وهي طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، دخول ابنتهم عالم التمثيل، وعودتها إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، بسبب مواعيد المسرح الحديث، وحينها ضربها شقيقها الأكبر وطردها خارج المنزل، بعد تعنتها في استمرارها في مجال التمثيل، وعدم الرجوع عن القرار.

محطات هامة في حياة سناء جميلمحطات هامة في حياة سناء جميل

محطات مهمة في حياة سناء جميل

"علشان كده طول عمري بعاني من الخوف وعدم الأمان"، أكملت بها حديثها باكية، موضحة إصرارهم على القطيعة لنهاية عمرها، حتى بعدما صارت واحدة من أهم النجمات في الوسط الفني.

ومعها توالت الأحداث الخاصة بالماديات ومواجهة الحياة بمفردها والتي وصفتها بالـ"الحوجة"، فتركزت قسوة الحياة في تِلك الليلة تحديدًا لعدم إيجادها مأوى، فذهبت لأستاذها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، واستقبلها هو وزوجته في منزله، وفي اليوم الثاني أخبر أبو بكر الفنان زكي طليمات مؤسس معهد الفنون المسرحية وعميده وقتها بالأمر، فقرر «طليمات» مساندتها وأسكنها في بيت الطالبات، وأخذ لها إذنًا بالتأخير نظرًا لعملها بعد الدراسة بالمسرح.

لم تنته قصة سناء مع «الحوجة» والفقر هُنا، لكنها كانت بداية الاعتماد على النفس، فكانت لا تأكل في يومها إلا الجبن الأبيض، مع العيش فقط، كان مرتبها وقتها عبارة عن 6 قروش صاغ من المعهد، و6 قروش صاغ من المسرح الحديث.

الخياطة والزواج 

وبعد انتهاء فترة دراستها في المعهد، وخروجها من بيت الطالبات، أرادت سناء أن تجد دخلًا آخر، فذهبت لشراء أدوات التفصيل والتطريز، وعملت في مجال تفصيل الملابس والمفارش، وجمعت بعض المال من هذه المهنة، بجانب التمثيل، وكانت تبيع هذه المُنتجات للأصدقاء وبعض المحلات بمنطقة وسط البلد.

التقت سناء جميل، بزوجها الكاتب لويس جريس، وجمعت بينهما قصة حب قصيرة كللت بالزواج، بعد توافقهما دينيًا وثقافيًا عام 1961، وحينها قررت الفنانة ألا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لعملها الفني.

وعانت سناء جميل في آخر أيامها من سرطان الرئة، الذي أبقاها بالمستشفى 3 أشهر إلى أن غابت عن عالمنا، وحكى زوجها أنها عندما توفيت رفض دفنها على الفور وأمهل نفسه 3 أيام؛ لنشر إعلان الوفاة "نعى الأسرة" في كل الصحف المصرية والأجنبية على أمل أن يظهر أي من أقاربها؛ للمشاركة في جنازتها، لكن دون جدوى فلم يظهر أحد، ودفنت سناء جميل في اليوم الرابع من وفاتها وتحديدًا في 22 سبتمبر عام 2002 خرجت جنازتها من كنيسة العباسية.

اقرأ أيضًا: بإطلالة أثارت ضجة.. أحدث ظهور لياسمين عبد العزيز في صاحبة السعادة